يخرج من غرفته لشرفة المنزل ينظر إلى السماء و يحاول أن يتكلم مع القمر، يرسل له تحياته، فهو صديقه منذ فترة طويلة، يتكلم معه بكل أريحية و يهدأ لما يخرج كل ما في صدره
ينظر طويلا للقمر في هذا اليوم و يشعر بأنه بادله نظرة خاطفه، و كأنه يوجهه للنظر لمكان معين على الأرض. وجه الشاب نظره ناحية ما أشارت عليه عيون القمر، فرأى شعاع ضوء يخرج من الأرض تحت بيته، تعجب و أخذ ينظر بكل عيونه و لكنه فشل في أن يرى أي شئ
نزل الشاب مسرعا و توجه أسفل بيته ليرى شعاع الضوء. رأى ضوءا خفيفا يخرج من بين الورود، فجلس على ركبتيه و مشى ببطء بين الزرع يقلبه و يبعده، حتى رأى الضوء
إنه ضوء بنفسجي خفيف، يخرج من وردة. قال في نفسه ما الذي يضيئ بداخلك أيتها الوردة. فنظر حوله لبقية الورود فلم يجد ما يضئ سواها. فإقترب منها ببطء و حذر، و حاول أن يفتحها
مد يديه للورده و مسك ورقة منها فسمع صوت من أرق ما سمع يخرج منها و يقول، لا تقتلني. فتح الشاب أوراق الوردة بهدوء حتى لا يقتلها فوجد بها صندوقا صغير، ذهبي اللون، بارد الملمس و يشع ضوء
أخذ الصندوق في يده و إنطلق مسرعا إلى بيته و فتحه فسمع صوت يقول، لا تحزن و لا تخاف، أرسلني لك القمر لما شكوت له وحدتك
أوصلني بك لنكن أصدقاء، أسمعني صوتك لما كنت معه، لو أردت أن نتقابل فحافظ على هذا الصندوق لكي أعرفك. فأنا سآتي إليك أو تأتي أنت لي
غرق الشاب في جمال الصوت و الضوء المنبعثين من الصندوق و قبل أن يفكر، ذهب للقمر صديقه ليشكره بشدة فلم يجده، فالغيوم أثبحت كثيفة، حاول أن يمد له يده فلم يستطع أن يصل له، فقفز ليزيح الغيوم
و لكنه قفزته كانت عالية فخرج من الشرفه و سقط على الأرض و مالت رأسه على الورود فسمع تمتمات تقول إنظرون أيتها الوردات، إنه هو، إنه صاحب القمر. تمتمت الوردات الجميلات بأصوات تخطف القلوب و مدت له أفواهها و ملئته قبلات جعلته ينسى آلامه و كسرات عظامه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق